07‏/10‏/2012

لكل مواطن مولد كهربائي !

مولد كهربائي لكل مواطن !

من أجمل تجاربي الشخصية سفري إلى لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية مباشرة، كان بلدا عجيبا في ذلك الوقت فكل شيء فيه (سبهلله) حيث كان بإمكان أي شخص أن يطلق محطة تلفزيونية أو إذاعية من بيته، أو أن يؤسس (بدالة) تبيع الخطوط الهاتفية لسكان الحي الذي يقطنه، أما الكهرباء فقد كانت كثيرة الانقطاعات لذلك توجد المولدات الاحتياطية في كل مكان، كنت في بداية الأمر أستغرب من عبارة كثيرا ما تكررت أمامي وهي: (إجت الدولة)!، ولكنني مع مرور الأيام فهمت أنها تعني عودة التيار الكهربائي الحكومي المقطوع ما يعني إطفاء المولد الكهربائي الخاص بالعمارة أو الفندق أو المطعم.
وبالأمس نشرت عكاظ تصريحا عجيبا لنائب رئيس شركة الكهرباء اقترح خلاله على المواطنين الذين يزعجهم انقطاع التيار الكهربائي أن يشتروا مولدا كهربائيا بدلا من مطالبة شركة الكهرباء بتعويضات عن انقطاع الكهرباء، وهو تصريح لا يخلو من العجرفة الممزوجة بنصف كيلو واط من الغطرسة !،فصاحبنا بدلا من الاعتذار عن الأداء المرتبك لشركته يطلب أن يؤسس كل مواطن شركة كهربائه الخاصة (ويولع ويطفي من كيفه) !، وإذا تم تنفيذ هذا الاقتراح وأصبح لدي شركة كهرباء شخصية فإنني سوف أعين ابني الأصغر البطل المقاتل (عزوز) نائبا للرئيس لأنه لم يتعلم الكلام بعد وبالتالي هو غير قادر على الإدلاء بأي تصريح في حال توقف المولد عن العمل!. 
ولو قبلنا بهذا المنطق العجيب فإن أي شخص يشكو من تأخر رحلات الخطوط السعودية عليه أن يشتري طائرة خاصة، وأي شخص يتذمر من خدمات البريد يذهب إلى سوق الحمام ويشتري (حمامة زاجلة)، وكل من تسول له نفسه الشكوى من خدمات شركة المياه عليه أن يحفر بئرا في الحوش، وهكذا يتحول كل شخص إلى مجموعة من الشركات ثم يطرح نفسه للاكتتاب العام و (يخصخص) نفسه بنفسه!. 
ولكي لا يصدر تصريح إلحاقي ينفي هذا التصريح العجيب كما هي عادة مسؤولينا حين (يجيبون العيد) أود أن ألفت الانتباه بأنه قبل تصريح نائب الرئيس بيوم واحد كان رئيس شركة الكهرباء قد أكد للصحفيين أن الكهرباء تنقطع عن بيته أيضا، وهذا دليل قاطع على أن (باب النجار مخلع) كما يقول أشقاؤنا المصريون؛ لذلك أنصح الرئيس بأن يشتري مولدا كهربائيا كي لا يعتمد على خدمات هذه الشركة التي لم يسلم من سوء خدماتها حتى رئيسها!. 
على أية حال مهما تذمر المواطنون من انقطاع التيار الكهربائي في أوقات حرجة مثل ظهيرة رمضان فإنهم لايستطيعون إنكار دور شركة الكهرباء في الحفاظ على هويتنا وتراثنا، فبفضل أداء هذه الشركة سوف يعود المواطنون قريبا إلى لبس (الوزار) واستخدام (المهفة)!، وكما قال شاعر مجهول في قصيدة يفترض أنها غزلية: (ياويل حالي مت ما أحد فطن لي ..شفطني الكهرب وأنا ما معي لوح)!.


لِ كاتبي المفضل : خلف الحربي في جريدة عكاظ

من جد ضححكت وأنا أقرا هالمقال .. عجبني مررررة